التقليد والإستحمار الدينى
التقليد والإستحمار الدينى لقد استوحيت العنوان من كتاب جميل للمفكر الإجتماعى الإيرانى على شريعتى (النباهة والإستحمار) وبالخصوص فصله المعنون (الإستحمار الدينى) حيث يعتبر هذا الإستحمار من جهة الدين هو الأكبر والأقوى والأعظم منذ العصور القديمة وحتى المعاصرة، وما سماه (الإستخدام الدينى لاستحمار العقول) والذى تروجه باصطلاحه (طبقة رجال الدين) وهى طبقة متميزة فى تشويه كل مفاهيم الوعى والعقل والإدراك وسلب الإرادة والتفكير، والتجهيل والغفلة والتخدير، ويعتبرها نسخة كاملة مطابقة لحكم الكنيسة فى القرون الوسطى وأخذها صكوك الغفران والتخلف آنذاك ضد العقل والعلم والفكر، كما يقسم الإستحمار إلى فردى واجتماعى، فيعتبر السلطات الحاكمة المتحالفة ثلاث وهى السياسية والملوكية ومثالها القرآنى فرعون، والإقتصادية الإرستقراطية ومثالها القرآنى قارون، والدينية ومثالها القرآنى هو بلعم بن باعورة العالم الفقيه والذى عبر عنه الله (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)، فيقوم الفقهاء بالإستعباد والإستحمار والتجهيل وأمر الناس المقلدين لهم، بالطاعة العمياء واستغفال العقول مدعين تمثيلهم الوحيد والحصري لله تعالى كأنهم معصومون حتى يقوموا بتوزيع الجنة وتسليم مفاتيحها لمن يشاؤون ممن يخدم مصالحهم ويتحالف معهم ويمنعونها عمن يشاؤون من مخالفيهم، رغم تهافت خطاباتهم وتناقض تصرفاتهم وحرب بعضهم بعضا وتكفير بعضهم بعضا. ويلخص شريعتى الإستحمار بأنه (أى قضية فردية أو إجتماعية، أدبية أو أخلاقية أو فلسفية، دينية أو غيرها، تبتعد عن النباهة الإنسانية والإجتماعية). داعيا إلى التفكر واستعمال العقل ولعل البعض يستغرب من استعمال شريعتى كلمة الإستحمار، فإنه يؤكد أنها جاءت بهذا المعنى فى القرآن عن الفقهاء الأحبار (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) لأنهم لم يحملوا الأمانة كمسؤولية تصدوا لها فى تناقض أقوالهم مع أعمالهم بل يضيف شريعتى أن القرآن قد شبه الفقيه بلعم بن باعورة الحامل لاسم الله الأعظم والبالغ بعبادته مستوى عالى بالكلب لأنه استغل الدين لمصالحه الشخصية وتحول إلى واعظ لفرعون وسلطانه. وعلى مر العصور كان من الفقهاء فى خدمة البلاط والفتاوى الجاهزة فى خدمة السلطان فى تحالف استراتيجى بين الفقيه والسلطان والبرجوازية وشرحتها فى مقالى (وعاظ السلاطين) وهكذا جاء فى الحديث النبوى المشهور بين المسلمين (العالم الفاسد فى قعر جهنم فيشكو من رائحته أهل جهنم) (إذا رأيتم العلماء على أبواب الأمراء فبئس العلماء والأمراء) (العالم الفاسد لعنه الله وملائكته والناس أجمعين) لذلك حورب على شريعتى واتهم بشتى الإتهامات من قبل رجال الدين مثل مرتضى العسكرى زعيم حزب الدعوة والذى يتهم شريعتى باتهامات باطلة كثيرة مرارا وتكرارا، ذكرها شريعتى فى كتابه (التشيع العلوى والتشيع الصفوى) معتبرا العسكرى هو زعيم التشيع الفارسى الصفوى الدخيل على التشيع العلوى الأصيل، كذلك حورب شريعتى من الفقهاء والمجتهدين والمراجع المعروفين حتى بعد وفاة شريعتى فى تكفيره وزندقته ومنع فكره وكتبه وآرائه خوفا من هذا الفكر ووعي الناس وتأثرهم به فضلا عن الشاه الذى منع حتى جثمانه بعد وفاته فى لندن وبطريقة غامضة ثم دفن أخيرا غريبا فى سوريا فى حى السيدة زينب من ريف دمشق ومن أهم ما يثيره الإستحمار فى الواقع المعاصر هو ثقافة التقليد الأعمى دون أى وعى أو تفكر أو تعقل، فإن القرآن يرفضها وينهى عنه مرارا وتكراراا كعادة سيئة بعيدة عن العقل والفكر مثل (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولوا كان آباؤهم لايعلمون شيئا ولا يهتدون)، ولكنه نتيجة لظروف ومصالح وتحالفات شيطانية، تكونت طبقة ارستقراطية متميزة وهى توجب التقليد حتى فيما ليس من اختصاصاتها وكأن الفقيه يعرف كل شئ فى العالم وكل العلوم، لذلك أفتوا بما لم ينزل الله به من سلطان وحرموا كل جديد واكتشاف وعلم حديث والكل يعرف فتاوى تحريم التلفزيون والطائرة والسيارة وغيرها عند اكتشافها حتى قال بعضهم (أتتركون حمير الله وتركبون حمير الشيطان) متوهمين أنها مكائد من الغرب الكافر لضرب الإسلام والمسلمين، إضافة إلى فتاوى فى التكفير والكراهية والعنف ضد أقوام متعددين لدرجة تحليل دمائهم وأموالهم وأعراضهم بل لازالوا إلى يومنا هذا يؤمنون بالإماء والعبيد وهو ما موجود فى فقههم المعاصر ومهازل ما سمى بالرسالة العملية مثل (منهاج الصالحين) للحكيم والخوئى والسيستانى وتحرير الوسيلة للخمينى وهداية العباد للكلبيكانى ووسيلة النجاة للأصفهانى وذخيرة العباد للخراسانى والشاهرودى والشيرازى ومجمع الأحكام للحائرى وتوضيح المسائل للبروجردى والميلانى والأراكى، والعروة الوثقى لمحمد كاظم الطباطبائى اليزدى مع تعليقات عشرات الفقهاء الشيعة، وقد تجاوزهم العالم المتمدن والمتحضر إذ يرفض القانون الدولى وحقوق الإنسان والقوانين العالمية مبدأ الإماء والعبيد والرقيق، بينما هم لازالوا يقسمون الناس إلى عبيد وأحرار ثم يعتبرون العبد القن لايملك من أمره شيئا وكل ما يحصل عليه من كد وتعب وعناء وجهد فهو لسيده ومالكه وليس له فيها شئ (العبد وما يملك لمولاه)، وغيرها كثير يترك لمحله ... وقد ابتدأ الإجتهاد فى الفقه السنى قبل الشيعى بفترة طويلة رغم ميل الأوائل إلى رفض الإجتهاد والتقليد بعكس المتأخرين، رغم نهى أصحاب المذاهب الأولى عن تقليدهم فقد قال المالكى (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا فى رأيى ماوافق الكتاب والسنة فخذوا به وما لم يوافق فاتركوه) وقول أبى حنيفة وأبى يوسف (لا يحل لأحد أن يقول قولنا حتى يعلم من أين قلناه) وابن حنبل (لاتقلد فى دينك أحدا، فلاتقلدنى ولاتقلد مالكا ولا الثورى ولا الأوزاعى... ومن قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال) وعن عبد الله بن المعتمر (لا فرق بين بهيمة تنقاد وإنسان يقلد)، لكنهم قدسوا وقلدوا بعد وفاتهم وتكونت مدارس ومذاهب لأتباعهم واقتصرت على أربع بعد أن كانت تتجاوز أربع عشرة مذهبا كالظاهرى والطبرى والثورى والأوزاعى والبصرى بسبب قرار سياسى من الملك الظاهر بيبرس فى مصر عام665 فى اقتصار الفتيا والقضاء على المذاهب الأربع حصرا كما يذكر ذلك ابن كثير والذهبى والمقريزى وأبو زرقة والبلقينى والغزالى وغيرهم، حتى قال المقريزى (فلم يبق فى مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف غير المذاهب الأربع وعملت لأجلها المدارس والخوانك والزوايا والربط فى سائر ممالك الإسلام وعودى من تمذهب بغيرها وأنكر عليه ولم يول قاض ولم تقبل شهادة أحد ولا قدم للخطابة أو الإمامة أو التدريس أحد غير مقلد للمذاهب الأربعة وأفتى فقهاء الأمصار فى طول هذه المدة بوجوب اتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها). من أهم مدارس الإجتهاد كانت مدرسة الرأى لأبى حنيفة النعمان فى بغداد ومدرسة الشافعى وتغيير فتاواه بين مصر وبغداد وكتابه (الأم) وما خصه نصر حامد أبو زيد فى كتابه عن الشافعى، ثم تجاوز زمانهم وتطور الواقع والظروف والمستجدات وانسداد الإجتهاد واقتصاره على فتاوى قديمة لأربع دون سواهم بل جعل المقلد ينظر إلى فقيهه تحديدا وحصرا دون غيره من الأربع كما قال محمد الغزالى وهو يتحدث بمرارة عن شروط المناظر ((أن يكون المناظر مجتهدا يفتى برأيه لا بمذهب الشافعى وأبى حنيفة وغيرهما حتى إذا ظهر له الحق من مذهب أبى حنيفة ترك ما يوافق الشافعى فأفتى بما ظهر له، فأما من لم يبلغ درجة الإجتهاد فأى فائدة له فى المناظرة). ومن المتأخرين من يرى تحريم التقليد كابن حزم وابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشوكانى، فيقول ابن حزم (من ادعى وجوب تقليد العامى للمفتى فقد ادعى الباطل وقال قولا لم يأت به قط نص قرآن ولا سنة ولا إجماع ولا قياس فالتقليد باطل لأنه بلا دليل والتقليد كله حرام فى جميع الشرائع من أولها إلى آخرها وفى جميع الأحكام والعبادات... وليعلم أن كل من قلد من مالك وأبى حنيفة والشافعى وسفيان والأوزاعى وابن حنبل وداود … إنهم متبرؤون منهم فى الدنيا والآخرة) ويقول (لم يكن للتقليد أثر لا فى عصر الصحابة ولا التابعين ولا تابعى التابعين أصلا) ثم يناقش ابن حزم من يتمسك بالتقليد (ما الفرق بينك وبين من قلد غير الذى قلدت أنت بل كفر من قلدته أنت أو جهله، فإن أخذ يستدل فى فضل من قلده، كان قد ترك التقليد وسلك فى طريق الإستدلال من غير التقليد). وفى صراع الأشعرية والمعتزلة يظهر قول أبو الحسن الأشعرى (ليس للمستفتى أن يقلد وعليه أن ينظر ويسأل عن الدليل والعلة حتى يستدل بالدليل ويتضح له الحق) ومن الجانب الآخر كان جملة من معتزلة بغداد يرون أن العامى لايجوز له التقليد أو يأخذ بقول أحد مهما كان من فقيه حتى يبين له حجته، وهكذا أما الشيعة الإثنا عشرية فقد كان التقليد والإجتهاد عندهم حراما لفترة طويلة، فقد كان الناس إخباريين يعتمدون على مجرد نقل الأحاديث والروايات لا الإجتهاد والتقليد فقد وردت عشرات الأحاديث فى ذم الإجتهاد والتقليد مثلا قول الإمام جعفر الصادق ع (من قلد فى دينه هلك) وقد شبه الصادق ع المجتهدين مرار بإبليس وقياسه، ولعنهم كما لعن إبليس، كذلك فى حواراته مع أبى حنيفة لرفضه القياس والرأى والإجتهاد وأن الدين لايقاس بالعقول، هذا وقد ألفت كتب كثيرة جدا ضد الإجتهاد والتقليد مثل (الإستفادة فى الطعون على الأوائل والرد على أصحاب الإجتهاد والقياس) لعبد الله بن عبد الرحمن الزبيرى، وكتاب (الرد على من رد آثار الرسول واعتمد على نتائج العقول) لهلال بن إبراهيم بن أبى الفتح المدنى، وألف اسماعيل بن على بن اسماعيل النوبختى فى الغيبة الصغرى كتابا فى الرد على عيسى بن أبان فى الإجتهاد كما ذكره النجاشى فى رجاله، ثم كان الفقيه الكبير الصدوق القمى صاحب أحد أهم الكتب الشيعية الأربعة المعتمدة عند الفقهاء وهو (من لايحضره الفقيه) فى أواسط القرن الرابع حملته الشديدة ضد الإجتهاد والتقليد ويقول تهكما (فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله القياس والإستدلال فكيف يصلح غيرهم لاستنباط الأحكام الشرعية واستخراجها بعقولهم الناقصة وآرائهم المتفاوتة) علما أن الصدوق قد آمن بسهو النبى حتى فى التشريع كالصلاة وغيرها وعقيدته بمن لايؤمن بسهو النبى فإنه مغال بالنبوة ولايؤمن ببشرية النبى (قل إنما أنا بشر مثلكم)، وألف كتابا خاصا فى سهو النبى وذكر أحاديث عديدة، وهو أكبر فقهاء عصره علما أن الروايات موجودة فى المصادر الرئيسية الأخرى كالكافى للكلينى. وما أن ألف ابن الجنيد كتابا بسيطا ومتواضعا فى قبول الإجتهاد متأثرا بالمدارس السنية الأصولية كما أقر محمد باقر الصدر، رد عليه الكثير من العلماء كالمفيد فى القرن الرابع بكتاب ضد الإجتهاد وأسمى المفيد كتابه (النقض على ابن الجنيد فى اجتهاد الرأى) كذلك هاجم الشريف المرتضى ابن الجنيد فى كتابه (الإنتصار) (عول ابن الجنيد على ضرب من الرأى والإجتهاد فخطؤه ظاهر) كما ألف المرتضى ضد الإجتهاد فى ذريعته قائلا (إن الإجتهاد باطل وإن الإمامية لايجوز عندهم العمل بالظن ولا الرأى ولا الإجتهاد) كما قال فى كتابه الإنتصار (إنا لانرى الإجتهاد ولانقول به) ويقول الشيخ الطوسى فى أواسط القرن الخامس فى كتابه العدة (أما القياس والإجتهاد فعندنا أنهما ليسا دليلين بل محضور فى الشريعة استعمالهما) وفى أواخر القرن السادس يقول ابن ادريس (القياس والإجتهاد والإستحسان عندنا باطل)، وحتى أمهات الكتب ومصادر الفقهاء الحديثية وهى الكتب الأربعة الشيعية ما يعادل صحاح السنة فهى مجموعة من الأحاديث فى منهج إخبارى واضح جلى، وألفت مؤلفات إخبارية ضخمة حتى فترات متأخرة فقد إتسعت الحركة الإخبارية فى أواخر القرن الحادي عشر والثاني عشر فى تأليف مجاميع للأحاديث وموسوعات كبيرة فقد كتب الحر العاملى موسوعته (وسائل الشيعة)، ومحسن الكاشانى كتابه الوافى، ومحمد باقر المجلسى لبحار الأنوار، وهاشم البحرانى للبرهان وهو الأحاديث فى تفسير القرآن وغيرها يقول محمد باقر الصدر (تدل النصوص بتعاقبها التاريخى المتتابع على أن كلمة الإجتهاد كانت تعبيرا عن ذلك المبدأ الفقهى إلى أوائل القرن السابع وعلى هذا الأساس فقد اكتسب كلمة الإجتهاد لونا مقيتا وطابعا من الكراهية والإشمئزاز فى الذهنية الفقهية الإمامية نتيجة لمعارضة ذلك المبدأ والإيمان ببطلانه، وهنالك الآن من يثقل عليه من وصف الفقهاء بالمجتهدين ويثقل عليه أن يسمى فقهاء الإمامية مجتهدين) وقد مرت الإصطلاحات كالإجتهاد والفتيا والقياس والرأى والفقه والفقيه بمراحل تطور استعمالها كما شرحته سابقا، وقد أقر بعض المتأخرين جدا من المدرسة الأصولية نفسها مثل محمد مهدى شمس الدين ومحمد الحسنى على عدم وجود أى أصل فى الدين أو القرآن للتقليد. ومن هنا وبمرور الزمان تكون تياران عند الشيعة الإثنى عشرية تيار الإخباريين والمحدثين الذى يؤمن بالأحاديث والروايات كمصدر أساس وأكثرها من قبل الأئمة الإثنى عشر بعد النبى خصوصا الباقر وابنه الصادق عليهما السلام، وهؤلاء الإخباريون هم الأغلبية العظمى قديما ومنهم متأخرون أيضا كابن زهرة القائل (لايجوز للمستفتى تقليد المفتى لأن التقليد قبيح ولأن الطائفة مجمعة على أنه لا يجوز العمل إلا بعلم مع جواز الخطأ عليه وليس علما) وتيار آخر يؤمن بالإجتهاد والرأى وهم الأصوليون لإيمانهم بعلم الأصول المتأسس سنيا ثم دخوله شيعيا ردا على السنة أولا ثم تأثرا به، وحصل بين المدرستين الإخبارية والأصولية خصوصا فى كربلاء زمن محمد باقر البهبهانى فقال محمد باقر الصدر (حصلت معارك ضارية يقودها البهبهانى ضد الحركة الإخبارية... وقد نصبت هذه المدرسة الجديدة -للبهبهانى- نفسها لمقاومة الحركة الإخبارية والإنتصار لعلم الأصول حتى تضاءل الإتجاه الإخبارى ومنى بالهزيمة) فعلا بدأ اضمحلاله ونمو الأصولية لكنها لم تنته ولازالت لها فروع عديدة فى العراق وإيران والخليج العربى .. من الضرورى التأكيد أن التقليد الذى كان محرما لفترة طويلة بدأ يقول البعض باستحياء جوازه ثم لاحقا وجوبه بشكل جزئى ثم تطور بشكل رهيب واسع ليكون سلطة جبارة فى الإستحمار والتجهيل والتخلف والإستغلال والتخدير والإستعباد والفساد كما شبهها شريعتى بحكم الكنيسة فى القرون الوسطى واستعبادها واستغلالها واصطلاحه (الإستحمار الديني)، وطبقة تنتسب إلى الدين وتخالفه كليا كما تخالف رسوله بتواضعه ورحمته وإنسانيته وانفتاحه وخدماته للفقراء والمساكين والمحتاجين (كان فينا كأحدنا) يدور على الناس ملبيا حاجة المحتاجين مانعا ظلم الظالمين وسرقة السارقين، وهو يعمل بكد يمينه وعرق جبينه من الزراعة والرعي والتجارة لا من حقوق الناس وأموالهم كالخمس أبدا، حتى إذا جاء الغريب قال (أيكم محمد) لاندماجه في الناس وعدم تمايزه بشيء عليهم بل كان يأخذ أشد الأمور وأصعبها وأكثرها مشقة وعناءاً بعكس واقعنا المرير تماما في طبقة سلطة متمايزة تجعل لها شأناً عالياً ومتحالفاً مع ظلم السلطان واستغلال الإقطاعيين والأرستقراطيين، فينعم أولادها وأحفادها وأحفاد أحفادها بالملايين والمليارات من المال العام وحقوق الناس الشرعية حتى إذا مرض أحدهم بشئ بسيط فإنه يعالج بأوربا وبطيارة خاصة مع حاشية في شهر ترفيهي على حساب الفقراء والمحرومين المعدمين من كل شئ. ومن مهازل العصر أيضا فتاواهم فى وجوب انتخاب قائمة 555 الشيعية في العراق وإلا تحرم زوجاتهم عليهم بل تأسيس القائمة في بيته ومن ابنه بإضافة قائمة ما سماه المستقلين التابعين له بالأسماء، وما أدت إليه من وصول الفاسدين وطغيانهم واستيلائهم على المال العام، وكذلك فتوى تحريم المظاهرات ضد السلطات في بغداد وطهران ودمشق ... ، في معايير مزدوجة مكشوفة وتدخل سافر هزيل وفتاوى جاهزة بالجملة من أجل السلطان الظالم. قال تعالى : (( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)) والمقصود بأولى الألباب هم أصحاب العقول الذين يفكرون بعقولهم، وقوله تعالى ((إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون))، علما أن القرآن يؤكد على العقل والفكر والتدبر والتأمل في أكثر من سبعين آية . نبيل الحيدرى | ||
الكاتب: الباحث
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
الاخ نبيل الحيدري
ردحذفارجو ان تكون موضوعي وصاحب امانة علمية عندما تطرح موضوعا او تبين فكرة ما فانا اتكلم معك باعتبارك مسلم وانت تعلم وكل مسلم يعلم بان هناك تكاليف موجهة لنا و لابد من تحصيل العلم بافراغ الذمة التي اشتلغت بهذه التكاليف كالصلاة والصيام والحج وغيرها والسؤال هنا كيف افرغ ذمتي او كيف اصلي فهل اخترع انا صلاة خاصة بي ام لابد ان اصلي كما امرني الله تعالى بها فلو قلت ان هذه الصلاة وبهذه الكيفية اصلي فياتي السؤال ماهو الدليل على هذا الحكم فان كان عندك دليل قاطع فقد تكون معذور امام الله والا تكون قد نسبت حكما لله تعالى وتكون مصداقا للاية(قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)يونس 59 فبالتالي لابد من الرجوع الى من هو مختص في بيان الحكم الشرعي من مصادره فملاك التقليد هو رجوع الجاهل الى العالم كرجوع المريض الى الطبيب هذا من ومن جهة اخرى يبدو ان الاخ الحيدري لايميز بين التقليد في اصول الدين والذي وقع محلا للنهي والذم في القران الكريم وهذا محل اتفاق بين العلماءعلى حرمته، وبين التقليد في الاحكام والذي معناه لغة وضع القلادة حول الرقبة واصطلاحا هو رجوع الجاهل الى العالم وكذلك ان الرجوع الى العالم انما كان بحسب الدليل الفطري والعقلي والروايات والايات القرانية قال تعالى( فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) والنقطة المهمة التي اود ان اشير لها ان الاخ الحيدري خان الامانة العلمية وهي انه لم يقل احد من علمائنا بحرمة ركوب الطائرة والسيارة او التلفزيون وكذلك لم يفتي اي عالم من علمائنا بوجوب انتخاب اي قائمة يا اخ نبيل ان علمائنا لايسكنون الفلل ولا يملكون السيارات الفارهة ولايقضون اوقاتهم في اوربا بل هم اناس بسطاء زهاد فأتقِ الله فيما تقول