لقد اثبت علماء الكلام وعلماء التفسير ان الانسان يعيش في عوالم متعددة قبل خروجه الى عالمنا هذا ومن ضمن هذه العوالم عالم الاظله حيث اننا كثيرا مانشاهد الموجودات ونرى ظلالها والعلم الحديث يقول بان الظل هو عبارة عن مساحة مظلمة تتكون خلف كل جسم معتم يسقط عليه ضوء صادر من مصدر واحد وقد تكون هذه المنطقة مظلمة تماما وقد تتكون حولها منطقة مضيئة قليلا تسمى شبه الظل هذا هو التفسير الفيزيائي لكن التفسير الفلسفي يختلف عنه فقد قال تعالى : (الم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء جعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) الفرقان 45. فان الله جل وعلا يؤكد في هذه الاية بان الظل ليس كما يفسره العلم بل هو ابعد من ذلك لان المولى سبحانه وتعالى بامكانه ان يجعل الظل ساكنا ولكنه جعله متحركا لحصول المنفعة بذلك وقد تعرض اهل البيت(ع) في رواياتهم الشريفة الى تفسير الظل فقد ورد عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن الحنفي عن ابي جعفر الصادق(ع) قال : (ان الله خلق الخلق فخلقه من احب ما احب وكان ما احب ان خلقه من طينة الجنة وخلق من ابغض ما ابغض وكان ما ابغض ان خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال فقلت واي شيء الضلال! فقال الم ترى الى ظلك في الشمس شيء وليس بشيء؟ ثم بعث منهم النبيين فادعاهم الى الاقرار بالله وهو قوله تعالى { ولئن سالتهم من خلقهم ليقولن الله } الزخرف 57 . ثم دعاهم الى الاقرار فانكر بعض واقر بعض ثم دعاهم الى ولايتنا ) . عن بكير قال : (كان ابو جعفر يقول ان الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم يوم اخذوا الميثاق على الذر بالاقرار والربوبية ولمحمد بالنبوة وفرض على محمد(ص) امته في الظل وهم اظله وخلقهم من الطينة التي خلق منها ادم وخلق ارواح شيعتنا قبل ابدانهم بالفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله(ص) وعلي بن ابي طالب(ع) ونحن نعرفهم في لحن القول) . فان نظرية اهل البيت (ع)بان الظل له علاقه بعالم الذر حينما كنا ارواح بلا اجساد وهذا امر ليس ببعيد بل ان تفسيراتهم العلمية الحديثة هي تفسيرات واهية حيث بينا بان القران الكريم يقول بان الظل من الله وبامكانه تعالى ان يجعله ساكنا وقد قال تعال { مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار اكلها دائم وظلها تلك عقب الذين اتقوا وعقب الكافرين النار } الرعد35. يعني ظلها دائم انيا علما انه توجد هناك شمس ولا حر وقال تعالى{ هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكئون } يس56. وقال تعالى { وظل مدود } فثبت ان الظل دائم وممدود اذن فقد ثبت قول اهل البيت هو الصحيح وقد الفت كتب في هذا العالم منها كتاب محمد بن سنان كتابا اسماه (كتاب الاشباح والاظله) وقد اخذ الله ميثاق بني ادم في عالم الاظله بالاقرار له سبحانه وتعالى بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة ولعلي امير المؤمنين (ع) والائمة من ولده (ع) بالولاية فقد اخذ الله الميثاق على بني ادم من الاقرار بالائمة واحدا بعد واحد فمنهم من اقر بهم جميعا واكتملت لديه الولاية ومنهم من لم يقر بالائمة فليس لديه ولاية ومنهم من توقف على بعض الائمة فولايته ناقصة ومنهم من اقر بامامة امير المؤمنين(ع) والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين وتوقف بالاقرار بالامامة بالحجة بن الحسن(ع) وهؤلاء هم من يخرجون على الامام ولاينصرونه بل ينصبون العداء له(ع) وبهذا يتبين لنا ان انصار الامام المهدي(ع) هم من اخذ عليهم الميثاق واقروا به وبذلك تتضح لنا بعض الروايات منها ما جاء عن ابي عبد الله(ع) (اذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الامر من كان يرى انه من اهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر) غيبة النعماني . ومعنى هذا ان هؤلاء الخارجين عن امر الامام (ع) وان كان يعرف عنهم التدين ويعتقد الناس انهم هم من ينصرون الامام (ع) الا ان الحق ان هؤلاء لم يعطوا الميثاق والاقرار بالولاية للامام المهدي (ع) وان اؤلئك المعروف عنهم بشبه عبدة الشمس والقمر هم من اعطوا الميثاق واقروا للامام المهدي (ع) بالولاية والامامة وعاهدوا على نصرة الامام (ع) وما يؤكد علاقة الامام المهدي (ع) بعالم الاظله كثرة الروايات المعصومية الشريفة التي تتحدث عن هذا الامر فعن الامام الصادق (ع) انه قال : (ان الله تبارك وتعالى اخى بين الارواح في الاظله قبل ان يخلق الاجساد بالفي عام فلو قام قائمنا اهل البيت ورث الاخ الذي اخى بينهما الله في الاظلة ولم يورث الاخ في الولادة) . وعن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن ابي عبد الله وابي الحسن(ع) قالا : (لو قد قام القائم(ع) لحكم بثلاث لم يحكم بها احد قبله - الى ان قال- ويورث الاخ اخاه بالاظله) . وعن رسول الله(ص) قال : ( ما تكاملت النبوة لنبي الا في الاظلة حتى عرضت عليه ولايتي وواية اهل بيتي ومثلها له فاقروا بطاعتهم وولايتهم) . هذا بالنسبة للانبياء فما حال عامة الناس ياترى؟ فان نبوة الانبياء لاتتكامل الا بالاقرار بالطاعة والولاية لرسول الله (ص) والائمة من اهل بيته (ع) وبهذا فضلهم المولى سبحانه وتعالى على جميع الخلق وجميع الانبياء والرسل وبذلك نعرف كيف ان اوصياء رسول الله (ص) الائمة المعصومين (ع) افضل من انبياء الله جل وعلا حيث ان نبوة الانبياء لاتكون نبوة متكاملة الا بطاعة ائمة الهدى(صلوات الله عليهم) والاقرار بولايتهم (ع). وبهذا يتضح فضل الامام المهدي (ع) وكيف ان جميع الانبياء والرسل تنتظر ذلك اليوم الموعود وتلك الثورة الالهية التي يصرخ فيها داعية الحق طالبا بثارات الانبياء والاوصياء وثار رسول الله (ص) والائمة (ع) وبالاخص ثار جده الامام الحسين (ع) ابا الاحرار وسيد الشهداء ثار الله وابن ثاره فقد ضجت الملائكة عند قتل سبط النبي المصطفى المولى ابي عبد الله (ع) وبكت السماء والارض وكل حجر دما عبيقا على فرخ الزهراء البتول والد الائمة الاطهار وفي ذلك الوقت كان الامام المهدي (ع) ينظر الى تلك الماساة والملحمة العظيمة وهو نورا في عالم الاظله فاقام الله ظله للملائكة ظهر نوره حتى راه الملائكة عند ذلك اخبرهم المولى سبحانه وتعالى بان الانتقام من قتلة الامام الحسين(ع)سيكون بصاحب هذا الظل القائم بالحق الذي يظهر في اخر الزمان فقد ورد عن محمد بن حران قال قال ابو عبد الله(ع) : (لما كان من امر الحسين بن علي ما كان ضجت الملائكة الى الله تعالى وقالت يارب يفعل هذا بالحسين صفيك وابن صفيك وابن نبيك قال فاقام الله لهم ظل القائم(ع) وقال بهذا انتقم له من ظالميه ).
الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
|
||
السبت، 1 سبتمبر 2012
قضية المهدي وارتباطها بعالم الاظله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق