واقعة انشقاق القمر
قال تعالى: اقْتَرَبَتِ السّاعة وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ . جاء في تفسير مجمع البيان ما مضمونه: اجتمع المشركون، وجاءوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقالوا: إن كنت صادقاً، فَشُقَّ لنا القمرَ فرقتين. فقال لهم النّبيّ صلّى الله عليه وآله: إنْ فعلتُ تؤمِنون بِنبُوَّتي. قالوا: نعم. فسأل رسول الله صلّى الله عليه وآله ربَّه، أن يعطيه ما قالوا، فانشقَّ القمر نصفين، والرّسول ينادي: يا فلان، يا فلان، اِشهدوا. فقال ناس: سَحَرنا مُحمّد، فقال رجل: إن كان سَحَركم فلَمْ يَسْحَر النّاس كلهم. إنّ هذه الحادثة رواها كثير من الصحابة، في كتب العامة والخاصة، ولم ينكرها إلا قليل، واشتهارها بين الصحابة يمنع القول بخلافها. ثمّ إنّ الآية الأولى ذكرت اقتراب السّاعة مع انشاق القمر، لأن انشقاقه من علامات نبوة مُحمّد صلّى الله عليه وآله، ونبوَّتُه وزمانُه من شروط اقتراب السّاعة. كما تتحدث الآية الثانية عن عناد قُريش، وعدم انقيادها للمعجزات، وأنهم متى رأوا معجزة باهرة، وحجة واضحة، اعرضوا عن تأمُّلها، والانقياد لصحَّتها، وقالوا: سِحْرٌ مستمر، يشبه بعضه بعضاً. ثمّ تتناول الآيات الشريفة اللاحقة أنباء الهالكين من الأُمَم السابقة، ثمّ يعيد سبحانه عليهم نبذة من أنبائهم، إعادة ساخطٍ معاتبٍ، فيذكر سوء حالهم في يوم القيامة عند خروجهم من الأجداث، وحضورهم للحساب. | ||
0 التعليقات:
إرسال تعليق